يتم في الوقت الحاضر تنظيم وضبط أداء المؤسسات العامة والخاصة بشكل كبير من خلال البيانات المعلوماتية. وعلى هذا الأساس،
يعد استثمار الوقت في تعلم تقنيات التشكيل البصري للبيانات أمرًا يستحق العناء، فالتشكيل البصري للبيانات بات أحد أكثر
المجالات المرغوبة في علوم البيانات بشكل عام، بل ويعد التشكيل البصري للبيانات من الأدوات القوية التي تمكن المواطنين
من فهم المعلومات المعقدة وتساعدهم في عملية صنع القرار التي تحكم حياتهم اليومية. علاوة على ذلك، أصبح هناك طلب كبير
على المهارات الممتازة في التشكيل البصري للبيانات في شتى مجالات البيانات والإحصاءات. جدير بالذكر أن البيانات – إذا
قُدمت بالطريقة الصحيحة – تكون جَذَّابة ولا تقدر بثمن، بل إن التشكيل البصري للبيانات – كما نعتقد – لغة مرئية يجب على
أصحاب المصلحة على اختلاف مشاربهم، ولاسيما صناع القرار، تعلمها واستخدامها. وفي هذا الصدد، يتعلق التشكيل البصري
للبيانات في جوهره بسرد القصة وراء الأرقام باستخدام الرسومات التي توفر فهمًا واضحًا للعلاقات المعقدة داخل البيانات.
فضلًا عن ذلك، يحقق التشكيل البصري للبيانات والتحليلات المرئية التفاعلية مزايا عدة تتجسد في زيادة كمية المعلومات
المقدمة وتقليل العبء المعرفي والفكري لتفسير المعلومات من أجل اتخاذ القرار، مما يمنح الأفراد درجة أكبر من المرونة
والاستقلالية. ومع ذلك، فإن غياب تدخلات التشكيل البصري للبيانات التي تستهدف قادة التنمية الوطنية ليتسنى لهم توجيه
عملية صنع القرار يسهم في تأخير التقدم، وإدامة السياسات غير الفعالة، وإعاقة التنمية الشاملة المجتمع.
وبشكل عام، يُنظر إلى استخدام أدوات وتقنيات التشكيل البصري للبيانات بشكل متزايد على أنه ضرورة لتمكين اتخاذ القرارات
المستندة إلى البيانات، حيث يمكنه أن يساعد القادة على اكتساب فهم أعمق لما يتوفر لديهم من بيانات، وتحديد الفرص
الجديدة، واتخاذ قرارات أكثر استنارة. ومع ذلك، من المهم أن ندرك أن فعالية هذه الأدوات تعتمد على مستوى مناسب من معرفة
البيانات، والفهم الصحيح للعوامل المؤثرة في التشكيل البصري للبيانات، واستخدام تقنيات التشكيل البصري المناسبة.